مقدمة عن الخلیة وطرق دراستھا
إن ملاحظاتنا عن الأشياء الموجودة في هذا العالم ، لا تصبح ملاحظات علمية ، إلا إذا اقترنت
بسؤال علمي ، فعلى سبيل المثال لنأخذ هذا السؤال الذي يعد من الأسئلة الهامة التي طرحها
العلماء في الماضي و هو : هل تشترك الكائنات الحية جميعها في وحدة تركيب أساسية ؟
يظهر لنا من الوهلة الأولى أن جواب السؤال السابق لم تكن له قيمة علمية ، و لكن في الوقت
الحاضر تبين لنا أن الجواب عن هذا السؤال له قيمة كبيرة في تقدم العلوم و الطب ، فالإنسان
يسعى إلى المعرفة لمجرد المعرفة سواء أكانت لهذه المعرفة قيمة علمية في الوقت الحاضر أم
لا ، فقد تكون لهذه المعرفة قيمة علمية في المستقبل .
نحن نعلم اليوم أن الخلية هي وحدة التركيب الأساسية في جميع الكائنات الحية ، و من الجدير
بالذكر أن العلماء لم يتوصلوا إلى هذه النتيجة إلا بعد أبحاث و تجارب استغرقت عشرات
السنين، و بعد التقدم الكبير في صناعة المجاهر ، و التي مكنتنا أن نرى أشياء عديدة لا يمكن
رؤيتها بالعين المجردة .
فلو نظرت بالعين المجردة إلى إنسان و شجرة برتقال ، لما وجدت أي تشابه بينهما في التركيب
، لكن باستعمال المجهر تدرك أن كلا منهما يتركب من خلايا تتشابه كثيرا في التركيب .
نظرية الخلية :-
منذ عهد روبرت هوك و العلماء يفحصون بواسطة مجاهرهم نباتات و حيوانات عديدة ، و مع
مرور الزمن تبين أن نباتات عديدة فحصت بالمجهر و هي مركبة من خلايا ، و لكن ماذا عن
الحيوانات ؟ هل هي كذلك كما في النباتات فعند فحص خلايا الحيوانات لم تظهر الجدران
السميكة المحيطة بالخلايا كما هو الحال في النباتات ، و لقد كان من الصعب التوصل إلى نتيجة
ما ، حتى جاء عالم الحيوان الأماني شفان عام 1839 م فهذا العالم لم يكتفي بمشاهدة الخلايا
الحيوانية ، لكنه حاول توضيح ما شاهده ، فلقد غير هذا العالم تعريف الخلية ، فبينما كانت
تركز الدراسات السابقة على وجود جدران سميكة محيطة بالخلايا ، ركز شفان على ما بداخل
هذه الجدران السميكة ، و ليس على الجدار .
و عندما فحص شفان بمجهره أجزاء صغيرة من الحيوانات ، شاهد الأنوية داخل الخلايا علما
بأن أول من شاهد هذه الأنوية هو العالم الإسكتلندي روبرت براون ، و لاحظ شفان أن كل نواة
محاطة بمادة سائلة سميت فيما بعد بالستوبلازم ، مع غشاء رقيق خارجي حول السيتوبلازم .
و لقد بين شفان أن النواة موجودة في كل من النباتات والحيوانات ، و بذلك أوضح شفان أن
التركيب المجهرية بين النباتات و الحيوانات متشابهة إلى حد كبير و أن الاختلافات المجهرية
قليلة جدا .
و هذه النتيجة توصل إليها العالم الألماني شيلدن في نفس الوقت تقريبا .
و بعدها برز سؤال جديد و هو من أين تأتي الخلايا ؟ في بادئ الأمر لم يتمكن العلماء من
الإجابة على السؤال و هم يشاهدون الخلايا بواسطة المجاهر البسيطة التي لديهم ، حتى جاء
العالم فيرشو و هو عالم أمراض ألماني ، و قال أن الخلايا تأتي من خلايا سابقة لها ، و من
بفضل هؤلاء العلماء الثلاثة ، و تتلخص فروض هذه Cell Theory هنا وضعت نظرية الخلية
النظرية إلى أن الخلية هي وحدة التركيب و الوظيفة و الانقسام الوراثي في الكائن الحي .